
تعاونية “الأندلسية” بطنجة، حينما تتحول مهنة الجباس إلى عشق لحرفة متوارثة بين الأجيال
30 أكتوبر 2017
الملاعب الرياضية للقرب بطنجة .. مشتل جيل أبطال الغد
7 يناير 2018
طنجة 6 دجنبر 2017/ ومع/ تمت برمجة تكوينات في التسويق والتسيير لفائدة العشرات من الجمعيات والتعاونيات المستفيدة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة طنجة – أصيلة، وذلك في سياق مقاربة شاملة تضع الإنسان في صلب كل الانشغالات وتجعله محورا لكل المشاريع التنموية.
وتأتي هذه التكوينات لتركز، بالأساس، على الرقي بقدرات وكفاءات الرأسمال البشري للمجتمع المدني، لتجعل منه رافعة حقيقة لكل تنمية تصبو لأن تنهض بأوضاع فئات عريضة من المواطنين.
وخلال العام الجاري، سهرت السلطات بعمالة طنجة – أصيلة على برمجة دورتين تكوينيتين في مجالين هامين للغاية بالنسبة للجمعيات، تتعلق الأولى ب “تقنيات الاستسواق وتنشيط مسارات تسويق المشاريع المدرة للدخل”، استفادت منها 30 تعاونية وجمعية مهنية في نونبر الماضي، والثانية ب “التسيير الإداري والمالي والمحاسباتي للجمعيات والتعاونيات”، والتي تختتم اليوم الأربعاء بمشاركة 30 جمعية وتعاونية.
وحققت الجمعيات والتعاونيات المستفيدة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قفزة نوعية من حيث الانخراط في مشاريع تنموية أو أنشطة مدرة للدخل. وفي هذا الصدد، تسعى هذه التكوينات إلى مساعدة هذه الهيئات على تخطي الصعوبات المتصلة بإيصال المنتوج إلى الأسواق من خلال وضع استراتيجيات تجارية واضحة الأهداف والإجراءات، وعبر تبني مناهج التسيير العصري. وفي هذا السياق، أبرزت رئيسة تعاونية نزهة لإنتاج وتسويق منتوجات الخياطة والطرز نزهة الأشهب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هاتين الدورتين التكوينيتين كانتا مفيدتين كثيرا، إذ ستمكنان التعاونية من تجاوز مرحلة “التسيير العشوائي، لتنخرط في هيكلة تنظيمية مضبوطة الحسابات والمساطر المالية والإدارية”.
ويعد المرور من العفوية إلى الاحترافية الهدف الأسمى لهذه الدورات التكوينية التي تجري بإشراف خبراء في التنمية البشرية. وبالنظر إلى ذلك، اعتبرت مديرة تعاونية أذواق لإنتاج وتسويق المثلجات نجاة الكركار أن “فائدة هذه الدورات التكوينية كبيرة، والفرصة سانحة الآن لكل التعاونيات لوضع هندسة مواتية لتسيير مشاريعها، لكي تكون ذات مردودية مرتفعة”، موضحة أن الإلمام بتقنيات التسويق سيمكن التعاونية من تجاوز الإكراهات المرتبطة بتصريف المنتوج في الأسواق.
ومن منطلق الخبرة في تسيير جمعية عملت على التنقيب على المواهب بين صفوف التلاميذ، اعتبرت رئيسة جمعية آباء و أولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية عبد الله الشفشاوني أنيسة العمراني أن هذا التكوين سيفسح “المجال لتحسين وتطوير التسيير الإداري والمالي، لأن عدم ضبط المساطر تسبب في عرقلة مجموعة من الإجراءات المتعلقة بمشاريع تحظى بدعم من المبادرة”.
وفي سبيل تحقيق التوازن بين المجالات والقطاعات، شارك في هاتين الدورتين التكوينيتين جمعيات وتعاونيات من الوسطين القروي والحضري، تنشط في مختلف المجالات والخدمات، من قبيل الأنشطة المدرة للدخل (العجائن والحلويات، المثلجات، الخياطة، تربية النحل .. ) والرياضة والإعاقة والتربية والتعليم والموسيقى والدعم الاجتماعي (الأطفال المتخلى عنهم، التوحد..).
وقال الشركي محمد، رئيس جمعية الصحوة للتنمية والتضامن، التي تقدم خدمات النقل المدرسي والتعليم الأولي بالجماعة القروية الزينات، إنه أصر على الحضور لهذه الدورة التكوينية بمدينة طنجة، وفي نيته العودة إلى بلدته بتصورات ومفاهيم جديدة لخدمة سكان المنطقة من منصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووفق مقاربة عصرية.
وعلى المنوال ذاته، تحدث رئيس جمعية رعاية للأطفال المصابين بالتوحد بطنجة عبد العظيم الجبيلي عن الفلسفة الكامنة وراء هذه التداريب النظرية والعملية، قائلا إن هذه الدورة “جد متميزة ومهمة من أجل الرقي بالعمل الجمعوي على صعيد المنطقة، لأن الجمعيات ملزمة بتطوير آليات اشتغالها في إطار القانون للمساهمة في تقديم خدمات ذات جودة”.
ولهذه الغاية، شدد الخبير المتخصص في التنمية البشرية، المشرف على الدورات التكوينية، عبد العزيز الزروالي على أن الهدف يكمن في تحويل المبادئ النظرية في التسيير والتدبير إلى ممارسات يومية لدى التعاونيات والجمعيات المستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي من بين أهدافها الرئيسية تقوية قدرات المتدخلين، خاصة وأن دستور 2011 أعطى أدوارا جديدة ومهمة للمجتمع المدني.