
تعاونية “الأندلسية” بطنجة، حينما تتحول مهنة الجباس إلى عشق لحرفة متوارثة بين الأجيال
30 أكتوبر 2017
طنجة 12 أكتوبر 2017/ ومع/ يحتفل مركز التربية والتكوين للمرأة بحي مغوغة الكبيرة بطنجة، اليوم الخميس، بالذكرى الثانية لتدشينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعدما ساهم بشكل فعال في منح المئات من نساء الحي فرصة حياة جديدة، عبر تمكينهن من اكتساب مهارات كفيلة بإدماجهن في سوق الشغل.
بين مباني حي “مغوغة” الشعبي، الواقع شرق مدينة طنجة، أحدث مركز التربية والتكوين للمرأة كنقطة ضوء تشع في هذا الحي الناقص التجهيز، والذي يعاني من الهشاشة. ويعتبر المركز من بين الثمار العديدة للمشروع الملكي “طنجة الكبرى”، وهو نتاج شراكة أفقية بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل وجمعيات المجتمع المدني. ويمكن المستفيدات من الحصول على ديبلومات معترف بها. ويهدف المركز على الخصوص إلى دعم النساء المنحدرات من أوساط معوزة، عبر تمكينهن من مهارات مختلفة في فن الطبخ وإعداد الحلويات، والفصالة والخياطة التقليدية والعصرية والطرز والحلاقة والتجميل، وهو ما يفتح آفاقا رحبة أمام المستفيدات لولوج سوق الشغل أو إطلاق مشاريعهن الصغيرة المدرة للدخل .
واعتبرت زينب والحاجن، المنسقة الجهوية للتعاون الوطني بطنجة تطوان، الشريك في تسيير المركز، أن هذا الأخير يعد مؤسسة اجتماعية تقدم خدمات كثيرة ومتنوعة لفائدة نساء وفتيات الحي، بالإضافة إلى الأطفال الصغار.
وأضافت أن نساء الحي تفاعلن بصفة إيجابية مع المركز منذ افتتاحه ، خاصة وأن الحي معروف بهشاشته وبوجود نسبة مهمة من النساء ربات البيوت والفتيات المنقطعات عن الدراسة الراغبات في تحسين ظروفهن المعيشية. كما أن قرب الحي من المنطقة الصناعية يجعل العديد من النساء يطلبن خدمة الحضانة المفتوحة في وجه الأطفال أقل من ثلاث سنوات.
ويمنح المركز ديبلومات موقعة من المكتب الوطني للتكوين المهني للواتي أنهين تكوينهن في ورشات الحلويات والخياطة العصرية والحلاقة والتجميل، بينما يمنح التعاون الوطني ديبلومات للمستفيدات من ورشات الإعلاميات والخياطة التقليدية والرياضة.
مهمة هذه المؤسسة النموذجية على صعيد جهة الشمال لخصتها مديرة مركز التربية والتكوين للمرأة بحي مغوغة الكبيرة، كاميليا عيدو، حين قالت “نحن نمنح النساء فرصة حياة جديدة، فرصة أخرى للاندماج في سوق الشغل، فرصة التوفر على مورد رزق إضافي، نحن ببساطة ندعم ونقف إلى جانب نساء الحي”.
فخلال أزيد من سنتين من عمر المركز، الذي تطلب إنجازه استثمارا بقيمة 5.2 مليون درهم، استفادت من ورشات التربية والتكوين أزيد من 2240 امرأة وفتاة، حرصن على الخروج من الأمية الوظيفية عبر تعلم فنون الخياطة والفصالة التقليدية والعصرية وصناعة الحلويات وتقنيات التجميل والحلاقة.
من ورشة فن الطبخ والحلويات بالطابق الأول للمركز، تنبعث رائحة نفاذة تثير الشهية. ثلة من الفتيات بوزرات بيضاء يتعلمن بإشراف من المؤطرات تقنيات صنع الحلويات المغربية التقليدية وخلط العجائن والمكونات البهارات، وهي خطوة أولى ستضع أقدام العديد من بينهن في سوق الشغل.
وأسرت إحدى المستفيدات ، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها جاءت للمركز ل “تعلم مبادئ صناعة الحلويات على أمل إطلاق مشروعها الخاص”، مضيفة أنها تلقت مبادئ صناعة الحلويات المغربية الأصيلة ومعايير النظافة المعتمدة والجودة المطلوبة.
غير بعيد عن هذه الورشة، تعمل العديد من النساء والفتيات في مقتبل العمر على تعلم تقنيات التزيين والحلاقة العصرية .فالمركز جهز بالأدوات الضرورية لضمان تلقي المستفيدات كافة تقنيات الحلاقة العصرية، وهو ما سيفتح أمامهن أبوابا مشرعة لإطلاق مشاريعهن الخاصة.
أما بورشة الخياطة، التي تشهد توافدا مهما بالنظر لوجود العديد من مصانع النسيج بالمنطقة الصناعية مغوغة، فقد غصت القاعة بحوالي عشرين فتاة تحلقن حول آلات الخياطة، يستمعن بانتباه شديد إلى توجيهات المؤطرة التي خصصت حصة اليوم لتقنيات الفصالة.
وأقرت أسماء، التي قضت أزيد من سنتين بالمركز، أنها بفضل هذه الورشة تعلمت تقنيات الفصالة والخياطة العصرية وتنتظر بفارغ الصبر حصولها على دبلوم التكوين المهني لكي تطلق مشروعا يمكنها من إعالة أسرتها الصغيرة.
بالإضافة إلى البعد التكويني، يقدم مركز التربية والتكوين للمرأة خدمات اجتماعية من قبيل محو الأمية للنساء، والتربية غير النظامية للفتيات (1894 مستفيدة)، والرياضة واللياقة البدنية (153 مستفيدة)، ومكتبة لتقديم دروس الدعم، والحضانة (168 مستفيد ومستفيدة تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و 3 سنوات)، وخلية المصاحبة الاجتماعية.
ففي قاعة الحضانة، حوالي عشرة أطفال يداعبون بشغب وفرح العديد من اللعب، تحت مراقبة الأعين الحارسة للمؤطرات التابعات للمركز، اللواتي يسهرن على تربية الأطفال الذين وضعتهم أمهاتهم بالمركز في انتظار رجوعهن من العمل.
بعد سنتين عن تدشينه، أصبح المركز نموذجا جهويا في مجال الدعم الاجتماعي للنساء المنحدرات من أحياء هشة، وكذا نموذجا للتنمية البشرية التي تعمل على تأهيل العنصر البشري وتمكينه من اكتساب المعارف والمهارات الكفيلة بتعبيد الطريق للشروع في أنشطة خاصة مدرة للدخل.
ومع 12 أكتوبر 2017